أمريكا تُنهي نفوذ تيك توك.. أبل وغوغل تستعدان لحذفه من متجر التطبيقات
أمريكا تُنهي نفوذ تيك توك.. أبل وغوغل تستعدان لحذفه من متجر التطبيقات
مقدمة
تتزايد الضغوط السياسية في الولايات المتحدة بشأن تطبيق "تيك توك"، حيث يواجه تهديدًا جادًا بإزالته من متاجر التطبيقات التابعة لشركتي "أبل" و"جوجل". هذه التطورات تأتي في إطار مخاوف أمنية متزايدة تتعلق بتهديدات الأمن القومي الأمريكي، ويبدو أن هذا التطبيق الشهير في الولايات المتحدة قد يواجه مستقبلاً غير واضح في السوق الأمريكية.
أسباب الحظر
القلق الرئيسي وراء الحملة ضد "تيك توك" يتعلق بملكيته من قبل شركة "بايت دانس" الصينية، وهو ما يثير مخاوف واسعة حول إمكانية حصول الحكومة الصينية على بيانات المستخدمين الأمريكيين. تحيط الشكوك حول استخدام الحكومة الصينية هذه البيانات لأغراض سياسية، مثل التأثير على الانتخابات أو التلاعب بالمحتوى لصالح أهدافها. كانت التقارير قد أشارت إلى أن "تيك توك" قد استخدم في وقت سابق لمراقبة صحفيين أمريكيين، مما زاد من تعميق هذه المخاوف.
الضغط السياسي والاقتصادي
يواجه "تيك توك" ضغطًا متزايدًا من كبار المسؤولين الأمريكيين، بما في ذلك أعضاء الكونغرس الذين قدموا مشاريع قوانين تهدف إلى حظر التطبيق تمامًا. في الوقت نفسه، تزايدت الدعوات لشركات "أبل" و"جوجل" لحذف التطبيق من متاجرهم، وسط القلق من تأثيره على الأمن القومي الأمريكي. في هذا السياق، أعلن رئيس لجنة مجلس النواب الأمريكي المعنية بالصين، النائب جون مولينار، أن شركتي "أبل" و"جوجل" يجب أن تكونا على استعداد لحذف "تيك توك" من متاجر التطبيقات في 19 يناير/كانون الثاني المقبل، مما يمثل تهديدًا كبيرًا لمستقبل التطبيق في الولايات المتحدة.
ردود الفعل حول المخاوف الأمنية
المخاوف الأمنية تأتي نتيجة للبيانات الضخمة التي يجمعها "تيك توك" عن مستخدميه، بما في ذلك تفضيلاتهم وسلوكياتهم الرقمية. هذه البيانات تُعدّ محط قلق بالنسبة للعديد من المسؤولين، خاصة أن هناك تقارير تشير إلى أن موظفي "بايت دانس" في الصين قد يكون لديهم القدرة على الوصول إلى هذه البيانات. وقد زاد هذا القلق بعد الكشف عن قيام "تيك توك" بمراقبة الصحفيين الأمريكيين، ما أثار موجة من الانتقادات وفتح المجال أمام تساؤلات حول شفافية التطبيق.
التحركات القانونية
على الرغم من المحاولات المتكررة من قبل بعض أعضاء الكونغرس للضغط على الحكومة الأمريكية لتنفيذ حظر شامل للتطبيق، إلا أن الوضع القانوني لم يتضح بعد. الأسبوع الماضي، أيدت محكمة استئناف اتحادية قانونًا يلزم شركة "بايت دانس" بسحب استثماراتها في "تيك توك" في الولايات المتحدة، وهو ما قد يؤدي إلى حظر التطبيق في البلاد. ومع ذلك، قدمت "بايت دانس" و"تيك توك" طلبًا طارئًا لوقف تطبيق هذا القانون، مما قد يعطل قرار الحظر حتى يتم مراجعة الوضع من قبل المحكمة العليا الأمريكية.
موقف أبل وغوغل
رغم تصاعد الدعوات لحذف "تيك توك" من متاجر التطبيقات، لم تُصدر شركات "أبل" و"جوجل" أي تعليق رسمي بشأن ما إذا كانتا ستتخذان خطوة فعلية لحذف التطبيق من منصاتهما. في الوقت نفسه، يبقى التطبيق متاحًا لمستخدمي "أبل" و"جوجل" في الولايات المتحدة، إلا أن الضغط السياسي على هاتين الشركاتين يبدو أنه سيتزايد مع اقتراب الموعد المحدد للحظر في يناير 2024.
الآثار المحتملة على المستخدمين
في حال تنفيذ الحظر، من غير المرجح أن يتم منع مستخدمي "تيك توك" من الوصول إلى التطبيق إذا كانوا قد قاموا بتثبيته مسبقًا على أجهزتهم. لكن الحظر سيؤدي إلى توقف الدعم من "أبل" و"جوجل"، مما قد يجعل التطبيق غير قابل للاستخدام على المدى الطويل. العديد من الأمريكيين الذين يعتمدون على "تيك توك" في حياتهم اليومية سيشعرون بتأثير هذا القرار، حيث تشير الإحصاءات إلى أن حوالي 36% من الأمريكيين بين 12 و64 عامًا يستخدمون التطبيق بشكل يومي، مما يعكس حجم التأثير الذي قد يحدثه الحظر.
خاتمة
تعد قضية "تيك توك" في الولايات المتحدة مسألة معقدة تجمع بين الأمن القومي والمصالح الاقتصادية والتكنولوجية. مع تصاعد الضغوط السياسية والشعبية، تظل مستقبلات التطبيق في الولايات المتحدة غير مؤكدة، حيث يتوقف الأمر على موازنة المصالح الأمنية مع الامتيازات الاقتصادية التي يحققها "تيك توك" لشركات التكنولوجيا.