عبدالله بن عتقان السلمي ويكيبيديا عمره جنسيته ديانته وفاته
عبدالله بن عتقان
عبدالله بن عتقان السلمي
الشاعر عبدالله بن عتقان
وفاة عبدالله بن عتقان
عبدالله بن عتقان ويكيبيديا
من هو عبدالله بن عتقان
شعراء قبيلة سُليم
شعر نبطي سعودي
من هو عبدالله بن عتقان السلمي
حين يُذكر الشعر النبطي في المملكة العربية السعودية، يتصدر المشهد عدد من الأسماء التي حملت على عاتقها مسؤولية إيصال التراث البدوي والذائقة الشعرية النجدية إلى الساحة الثقافية المعاصرة. من بين هؤلاء يبرز اسم عبدالله بن عتقان السلمي، الشاعر الذي لم يكن مجرد كاتب أبيات، بل حامل هوية، وصوت قبيلة، وسفير وجدان صادق لثقافة سُليم في العصر الحديث. شاعر فذّ، ترك بصمته بصمت، وعاش على ضوء الكلمة الصادقة، ورحل في هدوء كما يرحل الكبار.
المعلومات الشخصية
الاسم الكامل: عبدالله بن عتقان (الدملوكي) السلمي
القبيلة: من قبيلة بني سُليم، وهي من القبائل الشهيرة في الحجاز ونجد
مكان الميلاد: الطائف، المملكة العربية السعودية
تاريخ الميلاد: غير محدد بدقة، يُعتقد أنه وُلد في الثمانينات الميلادية
العمر التقريبي عند الوفاة: أوائل الأربعينات
الجنسية: سعودي
الديانة: مسلم
المهنة: شاعر، وأحد الأسماء البارزة في الشعر النبطي المعاصر
تاريخ الوفاة: السبت، 28 يونيو 2025
سبب الوفاة: وعكة صحية مفاجئة
سيرة ومسيرة
نشأ عبدالله بن عتقان السلمي في بيئة خصبة بالشعر والنخوة واللغة، وكان لذلك أثر واضح على نضوج تجربته الشعرية مبكرًا. وقد بدأ يُعرف في مجال الشعر من خلال مشاركاته المتكررة في المحافل والفعاليات، سواء على مستوى المجالس القبلية أو المسابقات الأدبية، حيث برز بقدرته على الجمع بين فصاحة اللفظ وصدق الشعور، وهو ما جعله محبوبًا لدى جمهور الشعر النبطي، خاصة المهتمين بالمدرسة النجدية الكلاسيكية.
ورغم أنه لم يكن نجمًا تلفزيونيًا بقدر ما كان شاعر جمهور وناس، إلا أن حضوره في وسائل التواصل الاجتماعي كان قويًا ومؤثرًا. كان متواضعًا في ظهوره، شديدًا في تمسكه بأصول الشعر النبطي، لا يتكلف، ولا يُطيل، لكنه يُجيد إصابة المعنى في الصميم.
قصائده كانت تحمل نَفَس البادية، وعزة القبيلة، ومشاعر الإنسان العادي. تجد في شعره من التغزل، ومن الحكمة، ومن الفخر، ومن التأملات الاجتماعية، ما يجعله صوتًا صادقًا لجيل من الشعراء الذين لا يعتمدون على الضجيج، بل على ما تمليه قلوبهم.
انتماؤه القبلي وتأثيره في شعره
ينتمي الشاعر إلى قبيلة بني سُليم، وهي قبيلة ذات تاريخ طويل في الجزيرة العربية، ولها حضور لافت في منطقة نجد والحجاز. وهذا الانتماء القبلي لم يكن تفصيلًا ثانويًا في حياة عبدالله، بل كان حاضرًا في شعره، وفي مواقفه، وفي علاقته بالناس.
كثير من قصائده كانت تتغنى بالمروءة، وتُشيد بالنسب، وتُكرم الضيف، وتُدين الغدر، وهي مضامين تُعد جزءًا من وجدان السُلمي النبيل.
كان دائم التذكير بأصله، لا من باب الفخر المجرد، بل من باب المسؤولية تجاه اسم يحمل تاريخه، ويحترم جذوره.
ملامح شعره
الشاعر عبدالله بن عتقان كان يتقن العروض النبطي على وجه لا يعرف التكلف، ويملك حسًا لغويًا مرهفًا يجمع بين البساطة والعُمق.
تميزت أبياته بالوضوح والصدق، بعيدًا عن الرمزية المعقدة أو التراكيب المتحذلقة، وكأنما يخاطبك من مكان قريب جدًا، لا تفصل بينك وبينه أي حواجز فنية أو اصطناعية.
كان يُجيد الغزل، ولكن دون خضوع للابتذال، كما كان له في الفخر مكان، وفي النقد الاجتماعي حضور بارز. ومما يُشهد له أن شعره كان يُتداول كثيرًا في المنصات، ويُحفظ، ويُقتبس، وهو دليل على وصوله العميق للمتلقي.
وفاته وردود الفعل
في يوم السبت 28 يونيو 2025، فوجئ جمهور الشعر بخبر وفاة الشاعر عبدالله بن عتقان السلمي إثر وعكة صحية مفاجئة. وقد أحدث رحيله حالة من الحزن في الوسط الأدبي والشعبي، لا سيما بين من يعرفون أثره الحقيقي في الميدان الشعري بعيدًا عن الأضواء الإعلامية.
سارع محبوه إلى رثائه بكلمات صادقة على منصة "إكس"، حيث امتلأت تغريداتهم بالدعاء له، وتذكير بمناقبه، وعبارات الحزن على خسارة شاعر نادر الوجود في زمن كثر فيه الضجيج وقلّ فيه الصدق.
لم يكن حضوره الصوتي قويًا في البرامج، لكنه كان قويًا في القلوب، ومن هنا جاءت الصدمة عند وفاته، وكأن الجميع أدرك فجأة أن زمنًا شعريًا صافيا قد رحل بصمت.
إرثه الشعري
رغم أنه لم يُعرف بكثرة الإصدارات المطبوعة أو الظهور في الإعلام الرسمي، إلا أن ما تركه عبدالله بن عتقان من مقاطع صوتية ومرئية وقصائد متداولة كفيل بأن يجعل اسمه باقيًا في ذاكرة المتذوقين للشعر النبطي النقي.
سيبقى إرثه مصدر إلهام لمن أراد أن يعرف كيف تكون القصيدة بنت بيئتها، وكيف يكون الشاعر أمينًا على مشاعره وهويته.
الختام
برحيل عبدالله بن عتقان السلمي، فقدت الساحة الشعرية صوتًا أصيلًا لم يُلوثه الزيف، ولم تغره الأضواء. شاعر كان بسيطًا في هيئته، عظيمًا في فكره، صادقًا في فنه. رحل وترك وراءه قلوبًا تحنّ لكلماته، وتردد أبياته، وتترحم عليه كلما أوجعتهم الحياة أو بحثوا عن دفء النبض في زمن القشور.
رحمه الله رحمةً واسعة، وجعل ما قدمه من صدق الكلمة وشرف الموقف في ميزان حسناته.